نُظمت فعالية مركزية الخميس بمناسبة اليوم العالمي للمياه، وذلك في محطة تحلية مياه البحر لجنوب غزة وموقع محطة التحلية المركزية على شاطئ دير البلح وسط قطاع غزة، وذلك بالتوافق مع شعار هذا العام "الطبيعة من أجل المياه"، وذلك لتسليط الضوء على الوضع المائي في القطاع والحديث عن موارد مائية بديلة من خلال تحلية مياه البحر ومعالجة المياه العادمة.
وجاءت الفعالية ثمرة لجهود متواصلة خلال الأيام الماضية من قبل سلطة المياه ومصلحة مياه بلديات الساحل بدعم من وكالة التنمية النمساوية ومنظمة اليونيسف، وبالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والإغاثة الإسلامية وجمعية إنقاذ المستقبل الشبابي والكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، بمشاركة المئات من الطلبة والمتطوعين والفنانين وممثلين عن المؤسسات الشريكة والمعنية.
وفي كلمته، أكد نائب رئيس سلطة المياه م. ربحي الشيخ على تنفيذ مثل هذه الفعالية التي تسهم في تعزيز الوعي والمشاركة بقضايا المياه وكذلك توصيل رسائل مهمة إلى المجتمع الدولي في ظل الأزمة المستمرة في قطاع غزة، والحاجة إلى تدخلات مستمرة في سبيل التغلب على التحديات والأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهها أكثر من مليوني مواطن في القطاع وتحقيق متطلبات الأمن المائي التي تعمل عليها سلطة المياه.
وأشار إلى أهمية إقامة الفعالية في مثل هذا الموقع لما له من ارتباط وثيق بإستراتيجية سلطة المياه بالتعاون مع كافة الشركاء، ومثال واضح على ضرورة التكاتف وتعزيز الدعم لهذه المشاريع والبرامج لمواجهة هذه الأزمة وتحسين الظروف الحياتية والإنسانية في غزة، مشيراً إلى مشروع محطة التحلية المركزية التي ستقام في الموقع المجاور وما لهذا المشروع من انعكاسات كبيرة على كافة مناحي الحياة في القطاع.
وتطرق مدير عام مصلحة مياه بلديات الساحل، م. منذر شبلاق إلى أهمية الشراكة والتعاون في قطاع المياه، وتقديم أفضل الخدمات للمواطن في مختلف المجالات، وخاصة في هذا القطاع الحيوي والمهم الذي عانى ويعاني جراء الحصار والإغلاق والأوضاع الاقتصادية والسياسية الراهنة. ولفت إلى التحديات التي تواجه المصلحة وكافة مقدمي الخدمات في القطاع إزاء تقديم وتطوير واستدامة خدمات المياه والصرف الصحي.
من جهته، شددت مديرة مكتب اليونيسف في غزة تانيا ماكبرايد على مبادئ التفاهم والتعاون والتي تثمر وستثمر مزيداً من الإنجازات والمشاريع في القطاع، مشيرة إلى الشراكة المستمرة مع سلطة المياه ومصلحة المياه في سبيل توفير مياه صالحة وآمنة للأجيال الحالية والمستقبلية وتأمين احتياجاتهم في هذا الجانب. وأوضحت أن هناك عملاً متواصلاً العمل لإطلاق التوسعة في هذه المحطة قريباً.
وأثنى مدير عام الصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم محمود أبو سمعان على العمل مع مختلف المؤسسات في سبيل تنفيذ مثل هذه الفعاليات التي تصب في مصلحة التوعية والتثقيف الذي تعمل الوزارة على تعزيزه بين صفوف الطلبة، فضلاً عن أنها توفر مساحة أكبر للطلبة والأطفال للتعرف أكثر على الجهود المبذولة في حل أزمة المياه في القطاع.
بدوره، تحدث مدير برنامج التنمية المجتمعية في الإغاثة الإسلامية م. حسام جودة عن الجهود المبذولة حالياً لتحقيق التنمية المستدامة في قطاع المياه والصرف الصحي، مشيراً إلى أن مؤسسته تواصل في هذا المجال عملها مع الشركاء في سلطة المياه ومصلحة المياه وكافة المؤسسات المعنية لتعزيز هذه الجهود وتطويرها. مؤكداً على أهمية مثل هذه الفعالية والمبادرات الشريكة والمماثلة التي من شأنها المساهمة برفع الوعي بقضايا المياه.
وشملت الفعالية وقفة للطلبة رفعوا خلالها اليافطات التي تحمل رسائل متنوعة إنسانية واجتماعية واقتصادية ومتخصصة في المياه والصرف الصحي والحاجة إلى توفير مياه آمنة وسليمة للأجيال القادمة وكذلك تكثيف الجهود لرفع الحصار والقيود على إدخال المواد وكذلك تأمين حاجة المرافق المائية والصحية للطاقة الكهربية لانعكاسات ذلك سلبياً على حياة وسلامة المواطنين.
كما تضمن رسم لوحة جدارية بمساحة عشرين متراً مربعاً تحمل اسم الفعالية "من الطبيعة إلى الطبيعة" نفذها فنانون بمشاركة الطلبة الأطفال والمتطوعين المشاركين في الفعالية. وشاركت فرقة دبكة مكونة من عدد من الأطفال بفقرة تراثية وطنية، وقدمت فرقة من الطلبة فقرة للدحيّة الشعبية تحدثوا فيها حول الوطن والبيئة والأرض والمياه.