غزة: شارك رئيس سلطة المياه م. مازن غنيم اليوم في لقاء حواري مع المؤسسات النسوية والشبابية في غزة للتأكيد على أهمية الدور التشاركي والتكامل مع مؤسسات المجتمع المدني، وخاصة المؤسسات التي تمثل النساء والشباب.
واستهل الوزير غنيم حديثه بالتأكيد على دور المرأة الفاعل في صنع التنمية والتطور، وهي الأكثر تأثرا بالواقع المائي الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يتطلب إيجاد آليات فاعلة للتعاون والمناصرة وايصال صوت المرأة الفلسطينية للمجتمع الدولي، وتأمين حقها وحق أسرتها في المياه كباقي نساء العالم لا سيما ان المرأة الفلسطينية تعيش حياة استثنائية، ومعاناة يومية كبيرة جراء ممارسات وسياسات الاحتلال التعسفية.
مضيفاً أننا نتطلع للتعاون مع المؤسسات النسوية لتمكين المرأة في القطاعات الحيوية وعلى رأسها قطاع المياه من خلال زيادة الوعي بدور المرأة الهام في قطاع المياه، فهي قادرة على البناء ومواجهة التحديات وكانت دوماً جزءا حقيقيا من الانجازات.
موضحاً انه ولتحقيق إدماج المرأة في قطاع المياه، يجب التعاون مع المؤسسات لجعل المرأة شريك رئيسي في الحفاظ على المياه، وذلك من خلال العمل على إعداد برامج في هذا الإطار بما يشمل دورها في المجتمع والأسرة في عملية التوعية.
أما فيما يتعلق بالشباب ودورهم فقد أشار الوزير غنيم الى أن جيل الشباب كان ومازال هو الأساس في نهضة المجتمعات وتطورها، والمفتاح لتقدم الشعوب في كافة المجالات الحياتية، فاليوم المجتمع الفاعل يقاس بمدى مشاركة الشباب، وهذا يتطلب الإهتمام والإيمان بدور هذه الفئة من خلال التخطيط الأمثل لبناء قدراتهم وفتح الآفاق أمامهم للتعلم والعمل والإبداع والإيمان بدورهم الهام في عملية التنمية والتطوير.
وفي هذا الجانب أكد الوزير غنيم على أن سلطة المياه وضعت ضمن استراتيجيتها إدماج الشباب في قطاع المياه من خلال دعمهم وإيجاد برامج موجهة لتأهيلهم والاستفادة من طاقاتهم وإبداعاتهم من خلال دعم الأبحاث
العلمية، وتوفير المنح الدراسية لطلبة الماجستير والدكتوراه في الجامعات المحلية، لإيجاد تقنيات حديثة لتطوير القطاع واستيعاب المبادرات الابداعية، بالإضافة الى العمل حالياً على تشكيل ملتقى" شباب من أجل المياه" بهدف تفعيل دور الشباب وإدماجهم في قطاع المياه.
كما تناولت الندوة وضع الحضور بصورة التطورات والانجازات التي قامت بها سلطة المياه وتمكنت من خلالها من تجاوز أزمة المياه التي كانت تهدد إمكانية استمرار الحياة في غزة وفق التقارير الدولية، وما شهدته من أزمة مائية ناجمة عن تلوث الخزان الجوفي الساحلي في القطاع نتيجة الاستخراج المفرط للمياه من الخزان الجوفي، مما أدى إلى تداخل المياه العادمة ومياه البحر للخزان، وجعل نحو %97 من المياه الجوفية غير صالحة للاستخدام الآدمي وفق معايير منظمة الصحة العالمية.
هذه الأزمة التي تمكنت سلطة المياه من تجاوزها من خلال المشاريع والبرامج التي نفذتها بالتعاون مع الشركاء، لتشهد غزة اليوم مشاريع وبرامج مائية استراتيجية انعكس تاثيرها على الارض من خلال تحسين الخدمة المقدمة للمواطن وتخفيف المعاناة اليومية.
وفي هذا الصدد أعلن المهندس غنيم أن حجم الاستثمار في السنوات القليلة الماضية فاق ما قيمته 750 مليون دولار شملت إنجاز محطات التحلية محدودة الكمية بقدرة إنتاجية تصل الى 13 م3 سنويا، وانشاء 22 خزان بما فيها خزانات لخلط المياه، وكذلك تنفيذ مشاريع إعادة هيكلة شبكات التوزيع ومنها مشروع إعادة هيكلة شبكات المحافظة الوسطى، ووضع حجر الأساس لمشروع إعادة هيكلة شبكات التوزيع في محافظتي رفح وخانيونس بقيمة 23 مليون دولار، وانشاء وتشغيل ثلاث محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي والتي ساهمت في معالجة المشاكل البيئية والاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن المياه العادمة ووقف ضخ المياه العادمة إلى البحر واعادته كمتنفس طبيعي، وإيجاد مصدر بديل للمياه للزراعة.
واختتم الوزير غنيم أن سلطة المياه تعمل دائما وفق مبدأ التعاون والمشاركة مع الجهات المختلفة لتحقيق التنمية المستدامة في قطاع المياه والصرف الصحي، ونشر الوعي حول أهميتها، لاسيما ان مؤسسات المجتمع المدني هي شريك حقيقي وله دور كبير في رفع الوعي المحلي والتحديات المائية القائمة، وسبل التعاون لتجاوزها.