افتتح رئيس الوزراء د. محمد اشتية ووزير المياه المهندس مازن غنيم وممثل الاتحاد الأوروبي سفن كون فون بورغسدورف مشروع نظام الصرف الصحي محطة المعالجة لخدمة منطقة طوباس بحضور محافظ محافظة طوباس يونس العاص ورئيس مجلس الخدمات المشترك لمياه الشرب والصرف الصحي في طوباس خالد عبد الرازق، حيث يعتبر هذا المشروع الأكبر على الإطلاق في المحافظة، ويهدف إلى تحسين بنية وخدمات الصرف الصحي من جمع ومعالجة وإعادة استخدام المياه لخدمة أهالي المنطقة، كما تم أيضا توفير موازنة إضافية بحوالي 2 مليون يورو من الموازنة التطويرية لسلطة المياه وذلك لإكمال مكونات المشروع من الوصلات المنزلية.
وقام رئيس الوزراء محمد اشتية، بوضع حجر الأساس لمحطة معالجة "كردلة" بقيمة 600 ألف دولار، وأطلق مشاريع المياه والصرف الصحي بقيمة 2.8 مليون دولار ضمن الخطة الحكومية لتنمية وتطوير الأغوار بإشراف سلطة المياه .
وقال رئيس الوزراء أن طوباس والأغوار مركب رئيسي في خطة التنمية الوطنية وخطة التنمية بالعناقيد، وقد وضعنا اليوم حجر الأساس لمشروع محطة معالجة كردلة بقيمة 600 ألف دولار، وافتتحنا محطة معالجة صرف صحي تياسير بقيمة 22 مليون يورو، وأعلنا عن مشاريع بقيمة 2.8 مليون دولار".
وأردف: "انه خلال خطة التنمية الفلسطينية على مدار السنة ونصف الماضية، قد تم صياغة 41 وثيقة فلسطينية تعالج كل وثيقة منها قطاعاً من القطاعات الاقتصادية. كل قطاع بنينا له استراتيجية ومنظور من ثم وضعناه في خطة التنمية الوطنية الفلسطينية، لنعلم اين نحن ذاهبون".
وأضاف رئيس الوزراء: "قمنا بوضع أراضي الدولة والأوقاف لخدمة الشباب، وفي كل اسبوع يقر مجلس الوزراء قائمة من الأسماء المستفيدة. نستثمر الارض لان قيمة الأرض بماذا نبني عليها وكيف نستثمرها، ومستمرون في التعاطي مع الشاب من خريجي الجامعات".
وتابع رئيس الوزراء: "الإسرائيلي يعلم علم اليقين أن الأغوار سلة خضار فلسطين ويريد أن يحولها إلى سلة خضار إسرائيل، ولكن المزارع الفلسطيني في عام 72 عمل نقلة نوعية في الزراعة، عندما تم إدخال الري بالتنقيط، فإنتاجية الدونم الواحد زادت 800%، لذلك قام الذين كانوا يعملون في المستوطنات بالعودة للعمل في الأرض، وهذا هو الصمود والمقاومة والانفكاك عن الاحتلال بتوسيع القاعدة الإنتاجية لاقتصادنا الوطني".
وقال اشتية: "إن قيمة مشروع المحطة تأتي من جهة صديقة للشعب الفلسطيني، ممثلة بالاتحاد الأوروبي، فهو شريك لنا في التنمية وتحقيق السلام وأكبر ممول للسلطة الوطنية الفلسطينية. وعندما كان العالم يبتزنا بالمال، قال الاتحاد الأوروبي لا شروط لنا في أي تمويل. وعندما كانت الإدارة الأمريكية السابقة تحاول مقايضة المال بالسياسة، الرئيس محمود عباس قال القدس ليست للبيع، ولذلك الاتحاد الأوروبي مشكور بأنه لا يقايض المال بالسياسة، ويريد أن يرى مؤسسات فلسطينية فاعلة وقادرة، ويريد أن يرى معنا أن هذا الاحتلال يندحر، ونحن شركاء مع أوروبا من أجل أن نحقق الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
واختتم اشتية: "نناقش الموازنة العامة، وبسبب "كورونا" وما يترتب على ذلك، ستعاني الموازنة عجزاً بحوالي مليار دولار. فكلما أغلقنا اسبوعاً، انخفض جمعنا للضرائب من 20 الى 30%، فالضرائب المحلية تقريبا 350 الى 400 مليون شيقل شهريا، وهذا الشهر انخفضت الى 190 مليون شيقل، والمقاصة من إسرائيل إذا لم يكن هناك نشاط اقتصادي ويوجد اغلاقات تنخفض أيضا. لكن نحن ملتزمون بالرواتب، وسنبقى اوفياء لكم وللشهداء والأسرى، رغم أن إسرائيل رفعت الخصومات علينا من 41 مليون شيقل الى 52 مليون شيقل الشهر الماضي خصومات رواتب الشهداء والأسرى ".
من جانبه قال رئيس سلطة المياه م. غنيم في كلمته أن مشروع الصرف الصحي يجسد مفهوم التنمية ويرفع مستوى القطاع الزراعي من خلال إعادة استخدام المياه المعالجة لري أراضي زراعية بمساحة ألف دونم، حيث تم تجهيز محطات الضخ والخطوط الناقلة والخزانات للمباشرة بالاستفادة من المياه المعالجة منذ اليوم الأول لتشغيل المشروع. مضيفا إن هذه المشاريع الحيوية ببعديها الخدماتي والتنموي تمثل التوجه الحقيقي نحو المستقبل المائي الآمن، وهذا ما قادنا في سلطة المياه للعمل على تنفيذ العديد من مشاريع محطات معالجة مياه الصرف الصحي وأنظمة إعادة استخدام المياه المعالجة، بالاضافة الى مختلف البرامج المرافقة من دراسات وتدريب وبناء القدرات اللازمة لضمان رفع كفاءة إدارتها واستخدامها، مثل محطات البيرة ونابلس الغربية وأريحا وجنين وطوباس، وسلفيت ونابلس الشرقية ومحطة شمال غزة، وخانيونس ودير البلح. إضافة إلى المحطات التي يجري العمل على تنفيذها، وإنشاء وتشغيل هذه المحطات وأنظمة إعادة الاستخدام التابعة لها. وبذلك نكون نجحنا في إيجاد مصدر مائي غير تقليدي وهام للاستخدام الزراعي.
وأشار م. غنيم الى أن افتتاح هذا المشروع اليوم يأتي في إطار يوم المياه العالمي والذي يحمل شعار تثمين المياه ويهدف إلى رفع الوعي والوصول إلى الإدراك الحقيقي لأهمية المياه، وخصوصا في ظل التهديدات الكبيرة من شح الموارد المائية، والتزايد السكاني، وازدياد متطلبات التنمية، وتهديدات التغير المناخي. وبالتالي المشاركة الفاعلة في تطويرها والحفاظ عليها .
ومن الجدير ذكره أن افتتاح مشروع محطة تياسير يحقق نقلة نوعية في مستوى خدمات المياه والصرف الصحي من خلال جملة من المشاريع الاستراتيجية تم تنفيذها في السنوات السابقة، وبحجم استثمار فاق 55 مليون دولار بين مشاريع مكتملة ومشاريع قيد التنفيذ، كم أن العمل جاري حاليا على تنفيذ مشروع رابطة المياه والطاقة لمنطقة شمال الضفة الغربية، الهادف إلى تحسين حياة السكان في المنطقة من خلال تطوير وتحسين نوعية خدمات المياه والصرف الصحي، وبناء قدرات مزودي الخدمات واستخدام الطاقة النظيفة.
وفي ختام الافتتاح قام الجموع بجولة في أرجاء المحطة للتعرف على آلية عملها، وكميات المياه التي تنتج بعد معالجتها ومناطق استخدامها، كما تم التوجه الى الغابة الأوروبية التي يتم العمل فيها على زراعة أشجار تروى من المياه المعالجة حيث قام رئيس الوزراء والمشاركون بزراعة عدد من الأشجار.