سلفيت: افتتح رئيس سلطة المياه المهندس مازن غنيم برفقة محافظ محافظة سلفيت اللواء عبدالله كميل والسيد فولكير اول نائب مدير عام- في الوزارة الفيدرالية للتعاون والتنمية الاقتصادية مشروع محطة معالجة المياه العادمة لمحافظة سلفيت.
حيث أكد م. غنيم على أن افتتاح هذا المشروع الاستراتيجي، هو تأكيد على المضي في العمل لتوفير وتطوير خدمات المياه والصرف الصحي للتجمعات الفلسطينية، لا سيما محافظة سلفيت التي تعاني من الاستهداف الاستيطاني الإسرائيلي، وتعيش بلداتها وقراها معاناة شديدة جراء جدار الفصل العنصري، والتلوث البيئي الناتج عن مخلفات المستوطنات خاصة المناطق الصناعية، وسرقة آلاف الدونمات الزراعية، والسيطرة على مصادر المياه الجوفية.
وشدد المهندس غنيم على أن أهمية المشروع تكمن ليس فقط في أنه يحل مشكلة بيئية تعاني منها المنطقة، بل لأن هذا المشروع يعد مثالا حيا ودليلا على حجم المعيقات التي يضعها الاحتلال أمام الشعب الفلسطيني والتي قد تمتد لسنوات عديدة. فقد واجه المشروع عوائق إسرائيلية على مدى 25 عاما، حيث بدأت الدراسات للمشروع بشكل متكامل للصرف الصحي في العام 1994 إلا أن إجراءات الاحتلال التعسفية حالت دون البدء بتنفيذه، وفي السنوات الأخيرة كان تأخر المشروع ناتجا عن رفض الحكومة الفلسطينية التام لربط مستوطنة ارئيل، الأمر الذي يعتبر مرفوضا باعتباره مساس بالثوابت الوطنية التي لا تنازل عنها.
وفي ختام حديثه ثمن المهندس غنيم جهود كل الأطراف التي شاركت في تنفيذ هذا المشروع الحيوي، وكذلك ثمن الدّعم الفني والمالي الهام الذي قدمته حكومة ألمانيا الصديقة من خلال بنك التنمية الألماني، حيث موّلت تنفيذ هذه المرحلة بتكلفة مالية بلغت ما يُقارب 9 مليون يورو استكمالا لمراحل سابقة من تطوير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في بلدية سلفيت والتي زادت بمجموعها عن 20 مليون يورو.
من جانبه تحدث المحافظ كميل أن المحافظة تئن تحت وطأة الاستيطان وان الحكومة الإسرائيلية مستمرة في انتهاكاتها البيئية الخطيرة وهي ما تمثله تدفق المياه العادمة القادمة من مستوطناتها غير الشرعية المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين
لذا فإننا سنعمل على تنفيذ المزيد من المشاريع للمحافظة على الأرض ودعم المواطن، ويأتي هذا المشروع الضخم استكمالًا لجملة من المشاريع التطويرية التي نفذت في المحافظة الهادفة الى تحسين البيئة والمحافظة عليها وكذلك حماية المواطنين.
من جانبه تحدث فولكر عن اعتزازه برؤية هذا المشروع للنور على الرغم من المدة الطويلة التي استغرقت تنفيذه والتي خلالها تعلمنا كيف نواجه التحديات وننجز المشاريع اللازمة والهامة كهذه المحطة.
أما مسؤول الشرق الأوسط في بنك التنمية الالماني مارك انجل هارت فقد أكد خلال حديثه على ان الشراكة والتعاون من مختلف الأطراف جعل هذا المشروع الذي واجه العديد من التحديات حقيقة ، ومؤكدا على ان الحكومة الألمانية تسعى دوما لدعم المشاريع التي تخدم المواطن وتساهم في تحسين الظروف البيئية المحيطة به.
ومن الجدير ذكره ان أهم ما يحققه المشروع حل مشكلة الصرف الصحي في المرحلة الأولى لبلدية سلفيت بداية ليخدم 12 ألف مواطن، وسيكون له دور كبير في حماية الصحة وحماية البيئة، فهو يمنع التلوث الحاصل من تدفق مياه الصرف الصحي العادمة في واد المطوي ووادي العين، وأيضا يعمل على حماية الينابيع والعيون الموجودة في المنطقة من خطر التلوث بمياه الصرف الصحي.كما سيتم مستقبلا استخدام المياه المعالجة من المحطة في أعمال الري للمزروعات، الأمر الذي سيكون له مردود اقتصادي وزراعي كبير.