شارك رئيس سلطة المياه الوزير م. مازن غنيم اليوم في مؤتمر بغداد الدولي الثاني للمياه، والذي نُظّم تحت عنوان " المياه والتغير المناخي"، ذلك عبر تقنيات التواصل الافتراضي، وبمشاركة عدد من وزراء المياه العرب وجامعة الدول العربية.
وأوضح م. غنيم في بداية مداخلته أنه وفي خضم تفاقم التحديات السياسية والاقتصادية في المنطقة، وأمام تزايد التحديات المائية في المنطقة العربية، فإنه لابد من التركيز على المسببات الرئيسية التي أدت الى هذا الوضع الخطير والتي من أهمها التغير المناخي، والاستخدام غير المنصف والمعقول للموارد المائية، وزيادة الطلب على المياه نتيجة النمو السكاني الكبير في الدول العربية ومتطلبات التنمية، إضافة إلى تفاقم قضايا المياه المشتركة والعابرة للحدود، وتزايد الاطماع الاسرائيلية في المياه العربية.
وأكد الوزير غنيم أنه وأمام هذه التحديات المائية، فإن حياة ومستقبل الأجيال القادمة مرهون بقدرتنا اليوم على مواجهتها، من خلال إيجاد حلول فاعلة تستند الى مبادئ الإدارة المتكاملة والتطوير المستدام للموارد المائية، مع ايلاء أهمية خاصة لمواجهة تهديدات التغير المناخي وآثارها السلبية على الموارد المائية والتنمية المستدامة.
وردا على سؤاله عن رؤيته لسياسات ادراة الموارد المائية للتكيف مع التغير المناخي، أقترح م. غنيم عدد من الآليات التي من شأنها المساهمة عربيا في ذلك ومنها، إعداد سياسات وإستراتيجيات التكيف المناخي بشكل متكامل بين جميع القطاعات المؤثرة والمتأثرة وعلى رأسها المياه والبيئة والصحة والزراعة والطاقة. إضافة إلى تحسين وتعزيز آليات العمل العربي المشترك وتبادل الخبرات في هذه المجال، وتطوير أنظمة الرصد والمراقبة عن بُعد للموارد المائية للتكيف مع التغير المناخي، إلى جانب خلق بيئة مُمكنة لجذب وتحفيز الاستثمارات على المستوى الإقليمي في مشاريع وبرامج التكيف المناخي مع التركيز على البرامج والمشاريع المتعلقة بالترابط بين المياه والطاقة، كل ذلك إلى جانب ضرورة رفع الوعي لأهمية الحفاظ على المياه وترشيد استهلاكها كأساس في مواجهة التغير المناخي وتأثيراته على الموارد المائية.
وأوضح غنيم أنه ورغم التحديات المائية الاستثنائية التي تواجها فلسطين جراء سياسات الاحتلال المائية، إلا أن فلسطين وضعت قضية التغير المناخي على سلم أولوياتها، حيث تم إعداد الخطة الوطنية للتكيف مع التغير المناخي، وانضمت دولة فلسطين لاتفاقية الأمم المتحدة ووقعت على اتفاقية باريس بشأن المناخ في عام 2016، كما أولت سلطة المياه أهمية للحد من التغيرات المناخية وفترات الجفاف من خلال تنفيذها للعديد من المشاريع الخاصة بتطوير مصادر بديلة للمياه والطاقة المتجددة أينما أمكن تنفيذها بالتعاون مع الشركاء.
وفي ختام كلمته، تقدم م. مازن غنيم بالشكر للقائمين على تنظيم الؤتمر، معربا عن اهتمامه بمشاركة الدول العربي في تنفيذ توصياته بما يخدم الهدف المشترك في ايجاد حلول استراتيجية للتحديات المائية في المنطقة العربية.