تحت شعار "المياه الجوفية غير مرئية، لكن تأثيرها مرئي في كل مكان"، يحتفل العالم بيوم المياه العالمي لعام 2022
أصدرت سلطة المياه والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بياناً صحفيا مشتركا بمناسبة يوم المياه العالمي والذي يصادف 22 آذار، والذي جاء هذا العام تحت شعار المياه الجوفية غير مرئية، لكن تأثيرها مرئي في كل مكان، وفقا لما أعلنته منظمة الأمم المتحدة.
80% من المياه المتاحة مصدرها المياه الجوفية:
تعتمد فلسطين بشكل أساسي على المياه المستخرجة من المصادر الجوفية، والتي تبلغ نسبتها 80% من مجمل المياه المتاحة. وقد بلغت كمية المياه المضخوخة من الآبار الجوفية (الحوض الشرقي، والحوض الغربي، والحوض الشمالي الشرقي) في الضفة الغربية للعام 2020 نحو 108.8 مليون م3.
ويعود السبب الرئيسي للضعف في استخدام المياه السطحية إلى سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على مياه نهر الأردن، حيث يمنع الفلسطينيين من الوصول إلى مياه نهر الأردن منذ عام 1967 واستغلال حصتهم من المياه والتي تقدر بنحو 250 مليون متر مكعب سنويا*.
نسبة المياه الجوفية والسطحية المستخرجة من المياه المتاحة في فلسطين، 2010-2020
20% من المياه المتاحة في فلسطين يتم شراؤها من شركة المياه الإسرائيلية "ميكروت"
أدت الإجراءات الإسرائيلية إلى الحد من قدرة الفلسطينيين من استغلال مواردهم الطبيعية وخصوصا المياه وإجبارهم على تعويض النقص بشراء المياه من شركة المياه الإسرائيلية "ميكروت", حيث وصلت كمية المياه المشتراة للاستخدام المنزلي 90.3 مليون م3عام 2020، والتي تشكل ما نسبته 20% من كمية المياه المتاحة التي بلغت 448.4 مليون م3 (53.3 مليون م3مياه متدفقة من الينابيع الفلسطينية، و299.1 مليون م3مياه متدفقة من الآبار الجوفية في الضفة الغربية وقطاع غزة ، و5.7 ملايين م3مياه شرب محلاة).
ومن الجدير بالذكر أن ما نسبته 45% من المياه المتاحة للفلسطينيين هي مياه غير صالحة للاستخدام الآدمي وخاصة في قطاع غزة (تصل كميات المياه الملوثة في غزة الى 97% من مياه الابار الجوفية). وعليه، فإن كميات المياه الصالحة للاستخدام المنزلي المتاحة للفلسطينيين فقط 246.6 مليون م3وتشمل المياه المشتراة والمحلاة.
5.7 ملايين م3مياه شرب محلاة
بلغت كمية مياه الشرب المحلاة في قطاع غزة 5.7 ملايين م3 فقط للعام 2020، ووفق بيانات سلطة المياه فقد بدأت فلسطين بإنتاج كميات من المياه المحلاة وصلت الى 5.7 مليون م3 في 2020 نتيجة تشغيل محطات التحلية محدودة الكمية في غزة ، والتي من المتوقع زيادة نسبتها بالأعوام القادمة ، لترتفع بنسبة كبيرة مع تنفيذ برنامج محطة التحلية المركزية.
معدل استهلاك الفرد الفلسطيني اليومي من المياه اقل من المعدل الموصى به عالميا وهو في تناقص
بلغ معدل استهلاك الفرد الفلسطيني 84.2 لتراً في اليوم من المياه، وقد بلغ هذا المعدل 82.4 لتراً في اليوم في الضفة الغربية، و86.6 لتراً في قطاع غزة، وبأخذ نسبة التلوث العالية للمياه في قطاع غزة، واحتساب كميات المياه الصالحة للاستخدام الآدمي من الكميات المتاحة، فإن حصة الفرد من المياه العذبة تصل فقط إلى 26.8 لتراً في اليوم في غزة.
وبأخذ التباين بين حصص الفرد بين المحافظات، فإن تحقيق العدالة في التوزيع بين التجمعات السكانية أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها دولة فلسطين نتيجة الوضع السياسي والذي يمنع تطوير نظام مائي متكامل على مستوى الوطن. ومن الجدير ذكره أنه مازال معدل استهلاك الفرد الفلسطيني للمياه أقل من الحد الأدنى الموصى به عالمياً حسب معايير منظمة الصحة العالمية وهو 100 لتر في اليوم، وذلك نتيجة السيطرة الإسرائيلية على أكثر من 85% من المصادر المائية الفلسطينية.
أكثر من 97% من نوعية المياه التي يتم ضخها من الحوض الساحلي لا تتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية
بلغت كمية المياه المستخرجة من الحوض الساحلي في قطاع غزة 190.5 مليون م3خلال العام 2020، وتعتبر هذه الكمية ضخاً جائراً، حيث ان الطاقة الانتاجية للحوض الجوفي الساحلي لا تتجاوز 50-60 مليون متر مكعب في السنة، ويتم الضخ لتلبية الاحتياجات للاستخدامات المختلفة لعدم وجود مصادر مياه اخرى،
الأمر الذي أدى إلى نضوب مخزون المياه وتدني مستوى المياه الى ما دون 19 متراً تحت مستوى سطح البحر، كما أدى إلى تداخل مياه البحر، وترشيح مياه الصرف الصحي إلى الخزان، الأمر الذي جعل أكثر من 97% من مياه الحوض الساحلي غير متوافقة مع معايير منظمة الصحة العالمية*.
الأرقام أعلاه أنذرت بكارثة حقيقية في غزة، الأمر الذي جعل سلطة المياه الفلسطينية تكثف الجهود لإنقاذ الوضع المائي الصعب
والتخفيف من حدة تأثيرها على الحياة اليومية لحوالي 2 مليون من سكان القطاع، ومن المتوقع أن تتحسن هذه المؤشرات في السنوات القادمة مع بدء تشغيل مشاريع المياه والصرف الصحي الاستراتيجية في القطاع والمستقبلية خاصة محطة التحلية المركزية لمياه البحر.
ملاحظة: البيانات الواردة في البيان الصحفي لا تشمل ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمته إسرائيل عنوة بعد احتلالها للضفة الغربية في عام 1967.