منتدى فلسطين الدولي الأول للمياه 2018
من 26 الى 27 حزيران 2018 رام الله – فلسطين
"الأدارة المتكاملة لمصادر المياه" أفضل أساليب نقل التكنولوجيا
منتدى فلسطين الدولي الاول للمياه الذي حمل عنوان التقنيات والممارسات الحديثة لتطبيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية ، وشارك فيه باحثون من عشرين دولة عربية واجنبية بواقع 98 ورقة وزعت على اربعة عشرة جلسة سلط الضوء في ختام أعماله على خمسة قضايا هامة وجوهرية.
تمثلت اولى هذه القضايا في التركيز على اهمية تعزيز التعاون المحلي، الاقليمي والدولي وذلك من خلال ضرورة التعاون والتنسيق وخلق فرص للشراكة عربيا ودوليا من أجل العمل المشترك لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية أمام تحقيق أهداف وغايات التنمية المستدامة، وبالتحديد البند السادس المتعلق بالمياه، والعمل على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي و المحلي في مجالات البحث العلمي، والتطوير التقني وتبادل الخبرات، لتطوير الموارد المائية وإدارتها بشكل متكامل، بما يشمل ايجاد تقنيات ذات تكاليف تشغيل وصيانة منخفضة وكفاءة عالية في المجالات المختلفة، الى جانب تطوير اتفاقيات التعاون المشترك في مجال مصادر المياه المشتركة والمياه العابرة للحدود بالإستناد الى القوانين والمعاهدات المائية الدولية الكفيلة في حماية الحقوق المائية للشعوب وبما يخدم مستقبل الأجيال القادمة.
أما القضية الثانية التي سلط المنتدى الضوء عليها فتعلقت بتطوير ادارة المصادر المائية لتحقيق الأمن المائي و تفعيل التقنيات والممارسات الكفيلة بالمحافظة على مصادر المياه التقليدية المتاحة وتطويرها ودعم المخزون المائي الاستراتيجي، خصوصاً في المناطق الجافة والدول الفقيرة مائيا واهمية العمل على تطوير وتشجيع استخدام مصادر المياه غير التقليدية، وإعادة استخدامها في الزراعة، أو حقن الآبار الجوفية أوتصريفها إلى البيئة المحيطة أو البحر، وتشجيع تقنيات الحصاد المائي من خلال استخدام الأساليب الذكية، وكذلك استخدام التقنيات المتقدمة من أجل الوصول إلى إدارة فاعلة للمصادر المائية وحمايتها من التلوث وضمان ديمومتها، وتوزيعها بشكل عادل بما يشمل أدوات النمذجة وصنع القرار وغيرها من الأدوات الحديثة.
وقد حظيت قضية التكيف مع التغير المناخي وادارة المخاطر والاستعداد لمواجهة الكوارث باهتمام المشاركين الذين اكدوا على ضرورة زيادة التوعية ومرونة التعامل مع مخاطر التغير المناخي والتصحر والجفاف وانجراف التربة، وإدارة الكوارث الطبيعية، وتعزيز وتمكين البحوث العلمية وبناء القدرات لاستخدام التكنولوجيا الحديثة الخاصة بنماذج التغير المناخي بما يشمل رصد وادارة التغير المناخي وادارة الجفاف الى جانب الأخذ بعين الإعتبار مخاطر تغير المناخ عند رسم السياسات المائية المستقبلية من قبل صانعي القرر، وأهمية تبادل الخبرات وإنشاء مراكز اقليمية تركز على عمل الدراسات ووضع التوصيات لمتابعة آثار التغير المناخي على كافة القطاعات.
القضية الرابعة التي حرص المنتدى خلال اعماله على ابرازها هي ترابط الغذاء، والطاقة والمياه من حيث أهمية تطبيق نهج ترابط الغذاء، والطاقة والمياه كضرورة قصوى لتحقيق الأمن المائي والغذائي عالمياً والمساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرين في هذا المجال على اهمية دورصانعي السياسات ومتخذي القرار في القطاعات الثلاث للعمل على تعزيز مفهوم الترابط الثلاثي بين هذه القطاعات الحيوية، وإدراك المخاطر المترتبة على إدارتها بشكل منفصل، بالاضافة الى ضرورة عمل الدراسات التحليلية ووضع الخطط الاستراتيجية والتنفيذية بناء على الموازنة بين العرض والطلب في القطاعات الثلاث وبمراعاة العوامل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لها وبما يحقق التنمية المستدامة.
امافيما يتعلق بمجال الحوكمة الفاعلة لقطاع المياه بما في ذلك تطوير القرارات السياسية، المشاركة المجتمعية، الإدارة الكفوءة فقد اكد على أهمية بناء إطار مؤسسي فاعل من خلال سن أو مراجعة قوانين المياه، والاستفادة من التجارب الناجحة في هذا المجال عالميا، وتحسين قدرات العاملين في قطاع المياه من أجل إعداد كوادر مؤهلة فنيا و اداريا للقيام بعمليات الإدارة المتكاملة للموارد المائية. وقد ركز على الهيئات والسلطات وصانعي القرار في القطاع المائي للتغلب على مشاكل المياه عالميا من خلال تطوير التشريعات والمقاييس والآليات المعمول بها بالإعتماد على الممارسات والتقنيات الحديثة للإدارة المتكاملة للموارد المائية والتي أثبتت نجاحها بالتطبيق الفعلي في العديد من الدول وكذلك اعتماد مبادئ وأسس الحوكمة الرشيدة في إدارة قطاع المياه كأساس لتطبيق نهج الادارة المتكاملة للموارد المائية، والعمل على تحقيق سياسات التوزيع العادل للمياه المتوفرة، بما يحقق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية. بالاضافة الى أهمية تعزيز كفاءة المرافق المائية من حيث إدارة الأصول، تقليل الفاقد، رفع كفاءة التحصيل، وبناء القدرات وتطوير مؤشرات قياس الأداء لتحقيق الاستدامة المالية لقطاع المياه، وتطبيق النماذج الحديثة في اشراك القطاع الخاص المبنية على تعظيم القيمة الاقتصادية للمياه كمورد حيوي مع موازنة المتطلبات الأساسية للشعوب، والعمل على بناء قاعدة بيانات موثوقه ومتكاملة لقطاع المياه بما يسهم في اتخاد القرار على جميع المستوايات مع ضمان وصول المعلومات للشركاء في القطاع. الى جانب التاكيد على اهمية الإلتزام بالمواصفات والمقاييس العالمية في إدارة خدمات المياه من أجل تنمية مستدامة للمرافق المائية وضمان تزويد المواطن بالمياه الصالحة للشرب، مع الأخذ بعين الإعتبار ظروف شح وندرة المياه.
وبهذا يكون منتدى فلسطين الدولي الاول للمياه قد سلط الضوء على العديد من تجارب الدول الناجحة في وضع وتنفيذ الخطط لايجاد حلول تتلاءم مع التطورات المناخية والبيئية والسياسية التي يشهدها العالم ، وفتح الافاق امام مصادر المياه البديلة وزيادة فعالية استخدام المياه في مختلف القطاعات، وأكد على اهمية خلق شراكة استراتيجية بين المتخصين والقادة المهتمين في قطاع المياه، وتوسيع مجال التعاون الدولي و بناء القدرات في المجالات المتعلقة بأعمال وبرامج المياه.
للاطلاع على توصيات المنتدى باللغة العربية اضغط هنا
للاطلاع على توصيات المنتدى باللغة الانجليزية اضغط هنا