رام الله: شارك رئيس سلطة المياه المهندس مازن غنيم اليوم في الندوة التي نظمتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألسكو)، ومنظمة المجتمع العلمي العربي (أراسكو)، حول العلم التشاركي وكيفية تطبيقه في الوطن العربي، حيث تناول مي مداخلته أسس ارساء قواعد العلم التشاركي في القطاعات الحيوية كقطاع المياه.
وهدفت الندوة إلى التعريف بهذا الأسلوب من العلم والتعلم، وأهميةومجالات تطبيقه، الوطن العربي، وشارك فيها نخبة من صانعي القرار والقائمين على المؤسسات البحثية والأكاديمية، وعدد من الخبراء المختصين من العديد من الدول العربية، منهم الدكتور محمد ولد أعمرالمدير العام لمنظمة الألكسو، والدكتورة موزة بنت محمد الربان، رئيسة منظمة أراسكو في قطر، والدكتور عزالدين المحمدي رئيس مؤسسة الفكر الإنساني في جمهورية العراق، والدكتور فيصل عبد العظيم العبدالي المدير العام للهيئة الليبية للبحث العلمي في دولة ليبيا.
وتحدث م. غنيم في مداخلته حول التحديات المائية الصعبة التي تواجه المنطقة العربية والتي تعد جزء من مجموعة القضايا ذات الأهمية المحورية في حاضر ومستقبل الشعوب العربية، من انخفاض الإنتاجية الزراعية، مروراً بالبطالة وانعدام الأمن الغذائي، وتهديد الأمن الصحي، ومدى قدرة الدول العربية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إلى جانب ما تشهده المنطقة من اضطرابات سياسية. مما أوجب وضع حلول استراتيجية لتحديات هذا القطاع والعمل على توطين التكنولوجيا والأبحاث العلمية الموثوقة لخدمة هذه الغاية.
وتطرق م. غنيم الى أهم التحديات الرئيسية التي تواجه العديد من البحوث العلمية والدراسات الهادفة إلى تطوير قطاع المياه وغيره من القطاعات الحيوية، مؤكدا الحاجة إلى أدوات جديدة تساهم في التغلب على هذه الصعوبات، ومنها العمل على تبني العلم التشاركي وبما يُسهم في رصد وجمع البيانات وتحليلها، من خلال إشراك فئات المجتمع وبشكل طوعي وتوظيف التكنولوجيا الحديثة.
وفي هذا الاطار استعرض م.غنيم جملة من الركائز التي من شأنها أن تساهم في نجاح تبني العلم التشاركي، منها الاختيار الصحيح للفئة المشاركة من حيث الخلفية الاجتماعية والاقتصادية، ومستوى المعرفة والخبرة بالقطاع المائي، وتعزيز الإنتماء باعتباره الأساس لتعزيز ثقافة العمل التطوعي، وإيجاد دوافع ومحفزات، التي تضمن الالتزام واستمرارية المشاركة التطوعية.
كما أشار إلى أهمية مأسسة مفهوم العلم التشاركي في المؤسسات القائمة على قطاع المياه والمراكز والمؤسسات البحثية، والتعاون بينها في تحديد احتياجات وأهداف الدراسات والأبحاث، الأمر الذي يتطلب رفع استعدادية المؤسسات العلمية والأكاديمية المتخصصة في أبحاث المياه والبيئة في المنطقة العربية، وتوجيه اهتمام مؤسسات القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات المانحة بأهمية تبني ودعم مشاريع وبرامج العلم التشاركي في قطاع المياه والصرف الصحي. كل ذلك بالتوازي مع الاستثمار في الأنظمة المحوسبة والتطبيقات ووسائل التواصل، والتي يسهل استخدامها من قبل المواطنين، وتكون فاعلة في توحيد البيانات واعتماد المعايير.
واختتم المهندس غنيم مشاركته بالتأكيد على أن مواجهة تحدي توفير المياه للملايين من شعوب المنطقة يتطلب التعاون والتكامل العربي لإيجاد حلول استراتيجية فاعلة، وبما ينسجم مع التوجهات العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ومن الجدير ذكره أن العلم التشاركي أوScience Citizen”" هو أسلوب جديد للعلم والتعلم والمشاركّة، فهو أسلوب يواكب الحياة العصرية، مع تطور تقنيات التواصل الحديثة ويوفر الكثير من الوقت والجهد والمال على مؤسسات التعليم والبحث العلمي والثقافة العلمية، وتلك المهتمة بالتنمية المستدامة والمحافظة على البيئة والحياة الصحية، ويستخدم لتحديد أسئلة البحث، وجمع البيانات وتحليلها، وتفسير النتائج، وتطوير التقنيات والتطبيقات.