رام الله- التقى رئيس سلطة المياه م. مازن غنيم في مقر سلطة المياه بعثة من المجلس الامريكي للقيادات الشابة والتي قدمت الى فلسطين من اجل الاطلاع على قضية المياه والتحديات التي تواجه الفلسطينين في هذا المجال.
حيث رحب م. غنيم في بداية اللقاء بالبعثة مؤكدا اهمية مثل هذه اللقاءات لانها تهدف للاطلاع عن كثب على طبيعة الاوضاع وحقيقتها في فلسطين مؤكدا ان قضية المياه تعد احدى القضايا الهامة التي تواجه العديد من التحديات مؤكدا في هذا الصدد ان المياه قضية حياتية وهي قضية انسانية يجب التعامل معها بعيدا عن الجوانب السياسية لانها تعني الحياة.. وفي فلسطين المياه تواجه تحديات كبيرة اولها انها احدى ملفات الوضع النهائي الخمسن فهي تخضع للسيطرة الاسرائيلية التي تحاول جاهدة ان تضع العراقيل امام شعبنا في هذا الجانب الحياتي.
واشار م. غنيم اننا في فلسطين لا نحصل على كميات المياه التي تنص عليها المواثيق الدولية فهناك تجمعات فلسطينية تحصل على 79 ليتر للفرد في اليوم وفي المقابل هناك تجمعات لا تصل نسبة ما يحصل عليه الفرد الى 15 ليتر في اليوم وهذا امر غير مقبول وحن الان في العام 2016 حيث ان العالم يسعى لتامين المياه للمستقبل ونحن نسعى الى حصول المواطن على حصة عادلة من المياه وهنا نحن نتحدث فقط عن مياه الشرب ولم نتطرق الى الجوانب الاخرى التي تحتاج للمياه كالزراعة والصناعة وغيرها، منوها الى ان هناك مناطق قد لا تصلها المياه لمدة شهر وتعاني من انقطاعها لا سيما في فصل الصيف مما يزيد من معاناة المواطنين ويثقل عليهم نتيجة لاضطراراهم للحصول على المياه من خلال الصهاريج مما يؤثر على حياتهم.
واضاف م. غنيم نحن نسعى على الرغم من كافة التحديات والمعيقات الى تطوير قطاع المياه من خلال اقامة المشاريع المائية من بناء للخزانات وتاهيل للابار ومد خطوط للمياه، حيث تمكنا من تحقيق ذلك في العديد من التجمعات ولكن هذا لا يعني ان عملنا سهل فنحن نواجه عقبة اسرائيلية متمثلة في لجنة المياه المشتركة التي تقف عائقااما تنفيذنا للمشاريع اللازمة من خلال عدم منحها للتراخيص اللازمة للمشاريع والتي تعتبر مطلبا اسايا للدول المانحة من اجل تأمين التمويل اللازم للمشاريع.
الى جانب ذلك هناك المناطق المصنفة ج والتي يمنعنا الاحتلال الاسرائيلي من تنفيذ المشاريع فيها ليس فقط في قطاع المياه وانما في القطاعات المختلفة الامر الذي يفاقم من معاناة قاطني هذه المناطق فهي بحاجة للعديد من المشاريع الحيوية والهامة وهنا نتحدث عن مشاريع انسانية تخدم المواطن وتساعده على العيش بكرامة.
وتطرق الوزير غنيم الى سياسة التمييز التي تستخدمها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والمتمثلة بجدار الفصل العنصري الذي التهم الاراضي الفلسطينية بكافة موارها من ناحية وعدم العدالة في توزيع الموارد وحرمان الفلسطينين من حقهم في المقابل اعطاء هذا الحق للاسرائيليين والمستوطنين من ناحية اخرى وبناء المستوطنات المقامة على الاراضي الفلسطينية.
واطلع رئيس سلطة المياه الوفد كذلك على واقع غزة المائي مشيرا الى ان غزة حاليا تواجه خطرا حقيقيا ان لم تتضافر الجهود الدولية لانقاذها فغزة في العام 2020 لن تصبح قابلة للحياة والخزان الجوفي الساحلي بات مدمرا نتيجة لاستنزافه، والحل الوحيد هو البدء بالمشروع الاستراتيجي وهو اقامة محطة التحلية المركزية التي نعمل الان على توفير الدعم المالي لها وهو احد العقبات التي تواجه المشروع وحاليا نعمل على الاعداد لعقد مؤتمر للمانحين مخصص لمشروع التحلية .
كما تطرق م. غنيم الى مشروع قناة البحرين المتمثل في نقل كميات من مياه البحر الاحمر الى البحر الميت بهدف حمايته من الانحسار والتدهور البيئي الحاصل به، بالاضافة الى توليد الطاقة من خلال الاستفادة من فرق المنسوب بين البحرين مشيرا الى انه في في الاونة الاخيرة قد عقد في العقبة مؤتمر المعلومات الفنية للمانحين حول المرحلة الاولى من مشروع التعاون الاقليمي لقناة البحرين (البحر الاحمر – البحر الميت) لوذلك استناداً الى مذكرة التفاهم بين الأطراف الثلاثة المستفيدة (فلسطين والاردن واسرائيل)، والتي نصت على ابرام اتفاقيتين، الاولى اردنية- اسرائيلية بخصوص محطة التحلية المقترح اقامتها في العقبة بطاقة انتاجية تقدر بحوالي 80 مليون متر مكعب سنوياً وبما يشمل كافة الجوانب الفنية المتعلقة، والاتفاقية الثانية فلسطينية-اسرائيلية والتي تشمل كافة القضايا المتعلقة بتزويد الجانب الفلسطيني بحصته البالغة 30 مليون متر مكعب سنويا من خلال نظام التحلية الاسرائيلي في البحر الابيض المتوسط.
وابدى الوفد اهتمامه بالقضايا التي طرحها وزير المياه لا سيما ما يتعلق بمعاناة المواطنين في الحصول على المياه والدور المطلوب من المجتمع الدولي لمساعدة الفلسطينين في هذا الجانب الانساني مثمنين الدور الذي تقوم به سلطة المياه من اجل تحسين قطاع المياه وتطويره بمختلف جوانبه