قلقيلية: ترأس رئيس سلطة المياه المهندس مازن غنيم اعمال الورشة الخاصة بإطلاق الدراسة الشاملة لتزويد منطقة جورة عمرة بالمياه والممول من الموازنة التطويرية لسلطة المياه بقيمة مالية تصل إلى 177,364 شيكل. وتهدف إلى المساهمة في المحافظة على صحة الإنسان وتنمية منطقة جورة عمره كجزء من محافظة قلقيليه بالإضافة إلى الحفاظ على الموارد المائية. المتاحة، حيث ان أهداف هذه الدراسة ترتبط ارتباطا وثيقا باستراتيجية القطاعية لسلطة المياه والتي تسعى إلى المساهمة في توفير مياه الشرب بكميات كافية وآمنة للمواطنين وللاغراض التنموية وحماية البيئة وكذلك سد الاحتياجات الزراعية.
واوضح الوزير غنيم في بداية كلمته اننا في فلسطين نعيش حصار مائيا نتيجة الاحتلال الاسرائيلي والذي تهدف منه إلى عدم توفير الأمن المائي الذي يعتبر أساس إقامة الدولة والأساس لعملية التنمية ومواجهة الاحتلال، لذلك تصر إسرائيل من خلال ممارساتها وتضيقاتها إلى ان يبقى الشعب الفلسطيني قابعا تحت الحصار المائي، مضيفا إلى ان الإجراءات الاسرائيلية الهادفة إلى توسيع الاستيطان وإقامة بؤر استيطانية جديدة هو تحدي للشعب الفلسطيني ومحاولة السيطرة على مقومات صموده لهذا نسعى بكافة الجهود إلى تعزيز صمود المواطنين وتوفير الاحتياجات الأساسية ،ولهذا تم زيادة الموازنة التطويرية لسلطة المياه بهدف الاستجابة للاحتياجات المائية.
وأضاف م. غنيم انه إسترشادا بالخطة الإستراتيجية لقطاع المياه ومن منطلق تحقيق التنمية الشاملة في منطقة جورة عمرة انبثقت فكرة مشروع الدراسة من حيث استغلال الفائض في المياه من المنطقة الغربية ونقله الى هذه المنطقة التي تشهد شحا في كميات المياه من خلال تحديد افضل الخيارات الممكنة لنقل المياه من خلال الاخذ بعين الاعتبار المعاييرالمختلفة وخصوصا سعر الكوب من المياه والاعتبارات الجيوسياسية، منوها إلى ان الفكرة الأساسية للمشروع تستند على وجود فائض مياه من اَبار مدينة قلقيلية والقرى المجاورة لها، في الوقت الذي يعاني فيه سكان قرى جورة عمره والمكونة من تجمعات (حجة، وكفر لاقف، وجينصافوط، والفندق، وباقة الحطب، واماتين، وفرعتا، وكفر قدوم، وجيت) من انقطاع المياه وتحديدا في فصل الصيف لتلقيهم مياه الشرب من شركة ميكروت الاسرائيلية والتي تنقطع باستمرار خصوصا خلال فصل الصّيف.
وتشتمل هذه الدراسة على توفير تدابير وأولويات واضحة مدعومة بدراسة جدوى للاقتراحات والسنايوهات المختلفة لاستثمارات البنية التحتية للمياه اعتمادا على تقييم الاحتياجات والآثار الناتجة عنها. بحيث تشمل ري 4000 دونم يمكن زيادتها وفق الكميات المتاحة.
كذلك تشتمل الدراسة على مراجعة وتلخيص لجميع الدراسات السابقة المتعلقة بالمنطقة، مسح لجميع مصادر المياه الموجودة داخل محافظة قلقيلية والمصادر المتوفرة بمنطقة جورة عمرة والمصادر القريبة منها من المحافظات الأخرى، وتتضمن جميع الابار والينابيع المتوفرة . ويشمل ذلك الابار الفلسطينية والابار تحت السيطرة الاسرائيلية، تقييم لوضع الابار المتوقفة بالإضافة إلى تلخيص وتحديد ما يلزم من أجل إعادة تشغيلها بالإضافة إلى تحديد الاحتياجات المائية الحالية لمنطقة جورة عمرة والاحتياج المتوقع لمدة 30 عام وكذلك تقييم مبدئي للبنية التحتية الخاصة بقطاع المياه في هذه المنطقة مثل شبكات المياه، تحديد مواقع الربط مع القرى، تحديد مواقع لخزانات المياه ومحطات الضخ من أجل جمع المياه من الابار المتوفرة وضخها إلى منطقة جورة عمرة، إلى جانب وضع عدة بدائل لنقل المياه من غرب المحافظة إلى شرقها أو من محافظات أخرى أو أية مصادر بديلة، واختيار الأنسب منها.
ومن الجدير ذكره ان محافظة قلقيليه تعتبر من المحافظات الغنية بالثروة المائية وتحديدا الجزء الغربي منها كونها تقع على الحوض الغربي. الذي تكمن اهميته في كونه يحتوي على 57% من المخزون المائي في الضفة الغربية وبتغذية مائية متجدده حوالي 679 مليون متر مكعب سنويا. ومن الممكن تقسيم المحافظة مائيا الى جزئين غربي غني بمصادر المياه والابار (اكثر من 70 بئرا) وشرقي (منطقة جورة عمره) لا توجد فيه اية ابار. منطقة جورة عمره تمثل 31% من سكان المحافظة ومساحة اراضيها تشكل 42% من مساحة المحافظة. المنطقة تحتوي على اراض عالية القيمة الزراعية وتشهد نموا تجاريا وصناعيا. ولكن ما يحد هذا النمو والتطور هو شح المياه والاعتماد الكلي على الجانب الاسرائيلي في التزود بالمياه.
وتم خلال الورشة تقديم عرض من قبل المجموعة الاستشارية للتنمية وشركة أكوا تضمن استعراض أهداف الدراسة وآليات العمل بها من خلال وضع تقييم شامل لمصادر المياه والآبار الموجودة والاحتياج المستقبلي وعرض السيناريوهات المختلفة لنقل المياه