رام الله: أطلق رئيس سلطة المياه م. مازن غنيم في جامعة النجاح الوطنية اليوم وبمشاركة رئيس جامعة النجاح ماهر النتشة ورئيس اللجنة الوطنية للثقافة والعلوم د.علي ابو زهري كرسي اليونسكو للادارة المستدامة للموارد المائيه الهادف الى تعزيز البحث العلمي وتطوير الكفاءات والقدرات للعاملين في قطاع المياه، بالاضافة الى تنسيق الجهود العلمية والبحثية في قطاع المياه وربط فلسطين مع المؤسسات الدولية.
وافتتح الوزير غنيم كلمته بالحديث عن دور سلطة المياه في الحصول على هذا كرس اليونسكو في الادارة المتكاملة للموارد المائية ، والذي يأتي في إطار سعي سلطة المياه المتواصل للتعاون مع كافة الشركاء من أجل النهوض بالقطاع وتحسين خدماته بما يُحقق الاستدامة والعدالة، ايماناً بالشراكة مع المؤسسات والمنظمات الدولية والأممية وهي أحد الدعائم الرئيسية لتحقيق أهدافنا في الإستجابة لاحتياجات المواطن، وتطلعاتنا في بناء الدولة الفلسطينية المستقلة، لتكون قوية وقادرة على القيام بمهامها وتوفير المتطلبات الرئيسية للحياه والتنمية وعلى رأسها المياه.
وأكد م. غنيم على أن أهمية هذه المبادرات وآلتي تركز اليوم على إطلاق كرسي اليونيسكو في فلسطين، والذي يتناول في مجالاته معظم المحاور الرئيسية لقطاع المياه من أمور فنية، وادارة، وحوكمة، ويؤسس لإيجاد برامج تعليمية وبحثية تخدم تطوير القطاع من خلال التواصل البناء مع الجهات ذات العلاقة داخليا وخارجيا، وبالتعاون الوثيق مع مختلف الجامعات الفلسطينية. كما يهدف لايجاد برامج رفع للقدرات، وتوظيف البحوث والتكنولوجيا الحديثة في تطوير تحسين خدمات المياه للمجتمع الفلسطيني. وكذلك ايجاد منصة تربط الجامعات الفلسطينية والجامعات الدولية لتبادل الابحاث والمعارف وايجاد فرص لبرامج ومشاريع تطوير قدرات من خلالها، والاهم أن يكون أداة اتصال فاعلة وحلقة وصل مع المؤسسات والمنظمات الدولية وخصوصا الاممية منها في الدفاع عن الحقوق المائية الفلسطينية وفقا للقوانين والتشريعات الدولية.
كما تطرق رئيس سلطة المياه في سياق حديثه الى العلاقة مع الجامعات الفلسطينية مشيرا الى أن سلطة المياه تولي أهمية بالغة لتعزيز العلاقات القائمة مع الجامعات والمؤسسات الاكاديمية الفلسطينية، بما يخدم رؤية سلطة المياه بالمساهمة في تطوير جودة التعليم على المستوى الوطني، من خلال تبادل الخبرات العملية، ودعم البحث العلمي، وتوطينه لخدمة المجالات الحيوية في الوطن، لخدمة أهداف الحكومة الفلسطينية في بناء الإنسان الفلسطيني المؤهل للانخراط في مسيرة البناء والتنمية في مختلف المجالات والقطاعات حيث قامت بتوقيع مذكرات تفاهم بين سلطة المياه والعديد من الجامعات الفلسطينية في الضفة وغزة، ودعم 286 طالب ماجستير في مجال المياه، جاء 55% منهم من جامعة النجاح، توزعوا على 6 كليات ومراكز بحثية في جامعة النجاح، بالإضافة الى مشروع NUFIC (نوفاك) بقيمة 1.8 مليون يورو وبشراكة مع تسعة جامعات فلسطينية وخمس جامعات هولندية بدعم من الحكومة الهولندية، كما تشارك سلطة المياه في التأسيس لبرنامج الماجستير "نظم المعلومات المائية والبيئة" مع معهد المياه والبيئة في الجامعة، من حيث تحديد الاهمية والمشاركة في توصيف المساقات التي تلزم للحالة الفلسطينية، كما قامت سلطة المياه بتنفيذ برنامج بادوكَو للبحث العلمي، بدعم من الحكومة الهولندية، وهو عبارة عن تعاون ثنائي بين 5 جامعات هوندية و5 جامعات فلسطينية، وكان برنامج بادكو1 بقيمة 1.6 مليون دولار، وبرنامج بادكو2 بقيمة 1.4 مليون دولار . بالاضافة الى تعزيز سلطة المياه لمبادرات ادماج الشباب في قطاع المياه الفلسطيني، ومنها تأسيس لجنة الشباب العامل في قطاع المياه، الى جانب مسابقة للإبداع في مجال المياه، والتي أعطت الفرصة للمبتكرين والمبدعين من الشباب لوضع أفكار وتكنولوجيا حديثة تخدم القطاع.
كما توجه م. غنيم بالتهنئة لجامعة النجاح لحصولها على كرسي اليونيسكو ، والذي يعتبر الأول في فلسطين، ويؤسس لتشجيع الحوار الإقليمي والعالمي في مجال هيدرولوجيا المياه وإدارة مصادر المياه المتكاملة، مشيداً بنموذج التكامل ما بين سلطة المياه ومنظمة اليونيسكو واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم والتي أفضت عن تحقيق فوز فلسطين في انشاء كرسي اليونيسكو للمياه. كما ثمن دور منظمة اليونيسكو، في المساهمة بإحلال السلام والأمن عن طريق رفع مستوى التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والتعليم والثقافة لإحلال الاحترام العالمي للعدالة ولسيادة القانون ولحقوق الإنسان ومبادئ الحرية الأساسية الأمر الذي نعتبره في فلسطين غاية في الأهمية. ولاهتمامهم بإنشاء هذه الكراسي التي تعتبر منصات للتواصل، بهدف التوأمة مع الجامعات وإقامة شبكات تعاون بين مؤسسات التعليم العالي. وايجاد أداة أساسية لبناء قدرات المؤسسات الأكاديمية من خلال تبادل المعارف. والأهم تشجيع التعاون البناء لخدمة تطوير القطاع ورفع قدرات مؤسساته.
أما مدير كرسي اليونسكو في جامعة النجاح د. عنان الجيوسي فقد قدم عرضا شرح من خلاله أن فكرة كرسي اليونسكو ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالعديد من مجالات اليونسكو وتخصصاتها وأولوياتها ، مثل علوم المياه ، الهندسة والتكنولوجيا، البيئة والموارد الطبيعية، العلوم المؤسسية والبنية التحتية، تغير المناخ، تعليم العلوم والعلوم والتكنولوجيا، الوعي العام والوصول إلى المعلومات.
متطرقا في عرضه الى وجود جملة من الاهداف التنموية التي يسعى القائمون على فكرة الكرسي الى تحقيها والتي تتضمن تعزيز نظام متكامل متعدد التخصصات للبحث وأنشطة المعلومات والتنمية، المساهمة في تنمية المجتمع وبناء القدرات، تعزيز فرص تطوير الشبكات التعليمية وتبادل المعلومات، المساهمة في زيادة إمدادات المياه ، وتطوير البنية التحتية للمياه وتحسين خدمات الصرف الصحي في فلسطين، الى جانب تطوير مشاريع بحثية مشتركة وتعزيز الروابط مع الشركاء لتعزيز البحوث المتقدمة ، وتسهيل تبادل العلماء ، وزيادة توافر المتخصصين البارزين، وتدريب الطلاب والفنيين في الجامعات المختلفة على مبادئ البحث والإدارة الحديثة في مجالات دراسات الموارد المائية، بالاضافة الى تبادل ونشر المعرفة والمعلومات العلمية بين المؤسسات حول البحوث المائية.
ونوه د. الجيوسي الى جملة من المسؤوليات في هذا البرنامج تتركز على تعزيز الإدارة المتكاملة للموارد المائية لضمان استدامة الموارد من حيث كمية المياه وجودتها، زيادة قدرة القطاع في تخطيط وإدارة الموارد المائية، ودعم الجهود الوطنية نحو تبرير الحقوق الفلسطينية في الموارد المائية، بالاضافة الى المساهمة في زيادة قدرة مؤسسات قطاع المياه وتحسين أدوارها وأنظمتها وإقامة الشبكات.
هذا ويعتبر كرسي المياه بمثابة مركز بحثي لنشر المعرفة حول واقع مصادر المياه محلياً وعالمياً وتشجيع الحوار الإقليمي والعالمي في مجال هيدرولوجيا المياه وإدارة مصادر المياه المتكاملة حيث سيتم من خلال الكرسي تنفيذ العديد من ورش العمل والمحاضرات والمؤتمرات والندوات المتعلقة بهيدرولوجيا المياه . كما يعتبر وسيلة من وسائل وأساليب بناء القدرات العلمية في الدول النامية والدول المتخلفة في إطار التنمية المستدامة. فهو يتضمن التعليم، والبحث، وتبادل المعلومات بين مختلف الجامعات العالمية، كما أنه يوفر إطارا مناسبا لتبادل المعلومات في مجال أنشطة اليونسكو، مثل التعليم، والعلوم الطبيعية، والعلوم الاجتماعية، والإنسانية، والثقافة، والاتصالات والمعلومات.
وفي كلمة رئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم د.علي ابو زهري فقد بين ان هذا الإنجاز الوطني يعكس التقدم والنجاح الفلسطيني حيث عبرت فلسطين العديد من محطات النجاح ضمن برامج توأمة الجامعات وكراسي اليونسكو حيث كانت بداية النجاح في العامً1992.
واضاف ابو زهري اننا اليوم أمام محطة جديدة من الإنجازات المتراكمة والتي تدل على ان الطموح والتطور الفلسطيني سيستمر لتحقيق مزيد من الإنجازات العلمية التي تدل على قدرة الإنسان الفلسطيني على العمل والإبداع والتقدم كما يشير الى المكانة البارزة التي وصلت اليها الجامعات الفلسطينية.
كما أشار ابو زهري الى ان إطلاق كرسي اليونسكو يأتي منسجما مع الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة 2030 والذي يشير الى ضمان اتاحة المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع الأمر الذي يتطلب العمل الجاد نحو تبني أفضل الممارسات الدولية والإقليمية والوطنية في الإدارة المستدامة في ظل التحديات الكبرى التي تواجه العالم على صعيد الموارد المائية والتغيرات المتسارعة في مجال التغيرات المناخية.
مدير مكتب اليونسكو في فلسطين د.جنيد سروج فقد اوضح من ناحيته ان هذه المبادرة تأتي بدعم من مكتب اليونسكو وتشارك دول العالم في المجالات المختلفة حيث يوجد الان في فلسطين اربعة كراسي تختص بمجالات مختلفة كالديمقراطية والآثار والفيزياء والرياضيات،مشددا على ان هذه المبادرات تساهم في تعزيز. التعاون والشراكة في مجالات مختلفة وتساهم في اثراء المجالات البحثية.
ومن الجدير ذكره ان المشاركين الرئيسيون في هذا البرنامج هم الجامعات والمراكز البحثية، والروابط والجمعيات العلمية، والمؤسسات، والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، والقطاعات الخاصة والعامة الفاعلة في مجال التعليم العالي.