رام الله- انطلقت اليوم فعاليات انعقاد منتدى فلسطين الدولي الاول للمياه تحت رعاية فخامىة الرئيس محمود عباس وبحضوؤر شخصيات رسمية واعتبارية ومسؤولي الممثليات والهيئات الدولية لتسليط الضوء على قطاع يحظى باهتمام دول العالم اجمع وهو قطاع المياه والتحديات والتطورات التي تواكبه.
رئيس سلطة المياه المهندس مازن غنيم وفي كلمته فقد تحدث ان انعقاد منتدى فلسطين الدولي الاول للمياه يعقد لتسليط الضوء على قضايا المياه العالمية والتحدّيات التي تُواجهها وعلى رأسها التزايد السكاني وازدياد متطلبات التنمية والتغيرّ المناخي، والجفاف والهجرات القسرية وما يتبعه من شُح الموارد المائية، فقد أصبح مفهوم الأمن المائي أحد أهم الأولويات والغايات الموضوعة على الأجندات الدولية، بما يشمل توطيد أُطر التعاون والشراكة بين الدول المتشاركة والمتشاطئة مائياً والمبنية على أُسس الاستخدام العادل والمنصف للمياه العابرة للحدود والموارد المشتركة، وذلك من خلال تطبيق الممارسات الحديثة وأساليب التكنولوجيا في إدارة الموارد المائية وايجاد مصادر بديلة للمياه لخدمة هذه الغايات.
موضحا انه من هُنا جاء هذا المنتدى تحت شعار "التقنيات والممارسات الحديثة لتطبيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية" والذي سيُتيح الفرصة للتعرف على التقدم وآخر تطورات التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال للمساعدة في تنفيذ أسس ومبادئ هذا النهج باعتباره أساساً لتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة والذي يسعى لتحقيق الأمن المائي، ونحن على يقين بأن هذا المنتدى ليس نهاية المطاف وليس الأخير، بل سيكون نقطة انطلاق للعديد من المنتديات والمؤتمرات الدولية في المستقبل القريب ان شاء الله،وسيثبت على أجندة المنتديات وفعاليات المياه الدولية.
واضاف م. غنيم لقد أصرّينا على انعقاد هذا المنتدى على أرض فلسطين ونحن نعلم مدى صعوبة تنظيم وتنسيق مثل هذه المنتديات التي تضم شخصيات من مختلف الجنسيات،فقد وضعنا على عاتقنا تحمل كافة العقبات والتحديات التي ستواجهنا من تنسيق للوفود العربية لدخول الأراضي الفلسطينية والتعقيدات في تأخير إصدار التصاريح من قبل الجانب الإسرائيلي الأمر الذي أدى وصول الوفود إلى المملكة الأردنية واضطرارهم للانتظار لفترات طويلة على الجسور حتى صباح اليوم، وهناك مجموعة لا زالت عالقة تنتظر، ودعوني هنا أن أتوجّه لهم بالشكر والتقدير لتحملهم عناء الرحلة واصرارهم على مشاركتنا وهذا إذ يُعبرّ عن مدى إدراكهم الكبير لأهمية نجاح هذا المنتدى في فلسطين، ونعتذر من الوفود التي لم تصدر لهم التصاريح هذه المرة
وفي ختام كلمته تقدم م.غنيم بالشكر والتقدير للسادة مقدمي أوراق العمل على مابذلوه من جهد في إعداد أوراقهم والتي بلغت 98 ورقة علمية، وجميع المشاركين في أعمال المنتدى من شركات ومؤسسات وأفراد والتي بلغت 24 شركة، والشكر موصول أيضاًالى شركاؤنا الداعمين لنا من مؤسسات ومنظمات والتي كان لها الدور الأكبر في تمكيننا ومساندتنا في اطلاق فعاليات هذا المنتدى.
من جانبها تحدثت الدكتورة خيرية رصاص مستشارة دولة رئيس الوزراء د. رامي الحمدلله بالنيابة بالاشارة الى ان هذا المنتدى ينقل فلسطين إلى حيزٍ تَستطيعُ فيهِ التفاعلَ مع أحدثِ التقنياتِ والمُمارساتِ في الإدارةِ المُتكاملةِ للمواردِ المائيةِ. فنحنُ نرَى في هذا المنتدى، فُرصةً سانحَةً، لتوسيعِ العمل الدَوليّ المُشتركِ والاستفادةِ من الخبرات والتجاربِ الدوليةِ التي نتعرفُ اليومَ على جانبٍ مُهمٍ مِنها.
واضافت د. رصاص ان المنتدى يَكتسبُ عقدُ هذا المُنتدى أهميةً مُضاعفةً في فِلسطين، فَهي لا تواجِهُ كباقي دُولِ العالمِ التحدياتِ المناخيةَ والبيئيةَ وأخطارَ شُحِ المياهِ بل وتتصدى أيضاً لهيمنةِ الاحتلال الإسرائيليّ على أحواضِنا الجوفيةِ ومَصادرِنا المائيةِ، ومصادرتِهِ لِحقِنا في التمتعِ بِها واستغلالِها، ووضعِهِ العراقيل أمامَ تنفيذ مشاريعَ المياه والصرف الصِحيّ، وبالتالي فَقد تزايَدَ العجزُ في المياهِ وتراجعتْ حُصةِ الفرد الفلسطينيّ من المياه عَن المُعدلاتِ التي يُوصى بِها عالمياً. وفي هذا الإطارِ، يُعتبرُ "منتدى فلسطين الدَوليّ الأول للمياه"، نَافذةً هَامةً لنقلِ تَجرُبةِ فِلسطين كَدولةٍ تَسعى للنموِ والنُهوضِ والتطورِ، بِالرغمِ من كَونِها واقعةٌ تَحتَ الاحتلالِ، وفي مِنطقةٍ جُغرافيةٍ تتعاظمُ فيها التحدياتُ.
اما ممثل جامعة الدول العربية الدكتور حمو فقد أكد ان مجرد عقد المنتدى في الظروف الحالية نجاح يحتسب لكل القائمين على تنظيمه وللشعب الفلسطيني، وأن يستقطب المنتدى في دورته الاولى كل هذه الخبرات وهذه المشاركة من العديد من الدول العربية ومن العالم لدليل على قدرة سلطة المياه الفلسطينية وشركائها على رفع تحديات التنظيم وضمان الجودة العلمية التي ستجعله في المستقبل القريب قطبا جاذبا لاهتمام عربي ودولي كبيرلا محالة.
موضحا ان من بين الأسباب التى وفرت شروط النجاح ان المياه هي أحد المحاور المركزية في الصراع العربي الاسرائيلي وفي مفاوضات السلام منذ انطلاقها لما لها من انعكاسات على كل جوانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية وضمان الاستدامة البيئية، وينعقد المنتدى في ظرفية دقيقة وطنيا واقليميا ودوليا، كما انه يعقد في دولة فلسطين وفوق أرضها الطاهرة، مهد الحضارات ومهبط الديانات والعزيزة على قلوبنا جميعا.
فجمع المنتدى بذلك (رغم طبيعته الفنية)الأبعاد العلمية والفنية والسياسية والحضارية، فالشكر موصول لكل من ساهم في نجاحه. ونتمنى أن يترسخ المنتدى كتقليد (سنوي أو كل سنتين) مع الحرص كما أشرت على ضمان الجودة والإبداع في اختيار المحاور والموضوعات. وستعمل الجامعة بتعاون مع الاخوة في سلطة المياه والمنظمات الإقليمية والدولية ليكون هذا المحفل فرصة لتبادل الخبرات حول ما استجد في علوم المياه والممارسات الجيدة وفي نفس الوقت لإيصال رسالة للعالم بلغة العالم وبمعطيات وبيانات فلسطينية تفند الأرقام التي يتم تسويقها من طرف سلطات الاحتلال حول الحقوق المائية العربية وضمان حق الشعب الفلسطيني في السيادة الكاملة على أراضيه وموارده بما فيها الموارد المائية السطحية منها والجوفية.
واشار حمو انه لا يخفى على أحد منا ما يعانيه الشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال منافية لكل القوانين والمواثيق الدولية بما فيها القانون الإنساني الدولي لا تمس فقط مستقبل الأمن المائي بل حولت جزءا من الوطن الى مناطق تتوفر على أدنى الشروط للحياة كما هو الشأن بالنسبة لقطاع غزة الصامد.
مضيفا ان الوقت لا يتسع لسرد بيانات حقيقة الوضع المائي في فلسطين التي يجهلها البعض ويتجاهلها البعض الآخر حتى وان نشرتها وتنشرها منظمات دولية ذات صيت ومحايدة (وان كانت لا تعكس كل الحقيقة) وتلك التي يعرضها الخبراء الفلسطينيون الذين نتوجه لهم بتحية اجلال على ما يقومون به من مجهودات في ظروف صعبة والتي تعرض في المؤتمرات والمجلات العلمية المتخصصة، وبما أن المنتدى سينكب عليها في العديد من الجلسات سأكتفي بتجديد دعم ومساندة جامعة الدول العربية لدولة فلسطين دفاعا عن حقوقها المشروعة في السيادة على كل اراضيها وكل مواردها المائية.