رام الله- استعرض رئيس سلطة المياه الفلسطينية م. مازن غنيم تحديات القطاع المائي الفلسطيني والجهود المبذولة من قبل سلطة المياه لتطوير القطاع بكافة مكوناته، مطالباً بدوره الدول والمنظمات العربية بدعم مساعي الحكومة الفلسطنية الرامية إلى حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المائية، وذلك خلال كلمته في اجتماع المجلس الوزاري العربي للمياه في دورته العاشرة والذي عُقد في دولة الكويت. حيث ترأس م. غنيم الوفد الفلسطيني وبحضور سفير فلسطين لدى الكويت السيد رامي طهبوب.
وفي بداية كلمته قدم غنيم الشكر لدولة الكويت أميراً وحكومةً وشعباً لاستضافتها اجتماع المجلس الوزاري العربي للمياه والإجتماعات الفنية المنبثقة عنه، إضافة إلى المؤتمر العربي للمياه، مشيدا بكرم الضيافة وحسن التنظيم والذي اعتبره ليس جديدا على دولة الكويت.
وتطرق غنيم إلى الأوضاع السياسية الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية، والتي امتد أثرها على الحياه اليومية للمواطن العربي وخصوصا في الدول التي تشهد حروب ونزاعات، ومنها فلسطين التي ما زالت تواجه الإحتلال الوحيد الباقي على الأرض حتى اليوم. وأوضح غنيم أن هذه الأوضاع ألقت بظلالها على الوضع المائي في الدول العربية حتى باتت العديد منها تواجه أزمات وشح مائي صعب، مطالباً نظرائه وزراء المياه العرب بضرورة التكامل والعمل المشترك في مواجهة هذه التحديات وبالتالي توفير أساس الحياة للشعوب العربية وهو المياه.
وفي استعراضه للوضع المائي الكارثي في غزة، أكد غنيم أنه وبعد نجاح مؤتمر المانحين في تأمين أكثر من 80% من التمويل اللازم للبدء في تنفيذ برنامج التحلية المركزية في قطاع غزة، فإن سلطة المياه ستباشر الخطوات العملية على الأرض للبدء بالمشروع، وذلك بالتشاور مع الخبراء والجهات الشريكة من الدول العربية.
وفي هذا الإطار توجه غنيم بالشكر لكل من البنك التنمية الإسلامي لدعمه لبرنامج التحلية المركزية بما يعادل 50% من قيمة التمويل، والذي اعتبره حجر الأساس للمشروع، وتوجه بالشكر الموصول للدول العربية الداعمه من خلال البنك وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. كما قدم الشكر لكل من دولة الكويت ودولة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية على دعمها للبرنامج. وأشاد غنيم في كلمته بجهود جامعة الدول العربية والأمانة العمة في متابعة الجهود المبذولة لإنجاح مؤتمر المانحين والتمثيل رفيع المستوى في المؤتمر خلال انعقاده.
هذا وطالب غنيم المجلس الوزاري العربي بضرورة الإسراع في دعم الجهود الرامية لتشكيل لجنة الخبراء الدوليين حسب القرار الوزاري بهذا الخصوص، وتفعيل الدور المرجو منها في وضع خطة لمواجهة الأطماع الاسرائيلية في المياه العربية تحت الاحتلال، داعيا الدول والمنظمات العربية إلى ترشيح خبرائها للبدء بوضع الإطار العام للشبكة.
وثمن غنيم للعلاقة الثنائية التي تبلورت بمذكرات تفاهم فاعلة مع كل من المملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المغربية، كما رحب برغبة الدول العربية في عقد علاقات ثنائية تهدف إلى تبادل الخبرات الفنية
في خدمة تطوير قطاع المياه الفلسطيني وهي جمهورية العراق، وجمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، والجمهورية الجزائرية الديمقراطية، ودولة الكويت المستضيفه لأعمال المؤتمر.
وأكد غنيم أن ما تتطلع إليه فلسطين هو التضامن العربي الفاعل، والذي يشكل أداة ضغط دولية لحشد التأييد الدولي لعدالة القضية الفلسطينية، وهو ما برهنته الجهود المشتركة للدول العربية والأمانه العامة في ادراج الحقوق المائية الفلسطينية ضمن البيان الختامي للمسار السياسي لمندى المياه العالمي، والذي عقد في البرازيل آذار الماضي. مثمنا ومشيدا بهذا الموقف العربي الموحد في دعم دولة فلسطين في مثل هذا المحفل الدولي الهام.
وفي نهاية كلمته قدم غنيم دعوة للوزراء ورؤساء الوفود وممثلي المنظمات العربية الحاضرة للمؤتمر لحضور منتدى فلسطين الدولي الأول للمياه، مؤكدا أن وجودهم على أرض فلسطين هو دعم عربي كبير لصمود والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.